شظايا قلوب محترقة للكاتبة سيلا وليد
حال لا يريد المزاح
اضحك ..اضحك ماتكبتش في نفسك وبعد كدا تمشي على كرسي متحرك فرك ذقنه يطالعه بغموض ثم ألقاه بسؤال
هو انت لو ضحكت هيدفعوك فلوس يابني ..فرك إلياس وجهه يهمس لنفسه
ربنا يصبرني ومتحبتسش بسببك الليلة ..قهقه ارسلان عليه فهو شعر به وحاول إخراجه من حالة حزنه
بالأعلى عند فريدة نهضت بتكاسل وارتدت روبها الثقيل خرجت بخطوات واهنة تبحث عنه وصلت للقرب من مكتبه توقفت على صوت أرسلان الذي يشبه صوت زوجها كثيرا خفق قلبها بشدة وانسابت عبراتها فلم تشعر بنفسها وهي تخطو وتهمس بصوت خاڤتجمال..
مين اللي مع إلياس دا يامصطفى..
اقترب ينظر إليهما ثم سحب كفها
تعالي ارتاحي دا اللي أنقذ إلياس
وميرال يوم مانضربوا پالنار
التفتت إليه سريعا
إنت تعرفه منين..حاوط جسدها وتحرك معها
حبيبتي ارتاحي مش الدكتور قالك لازم الراحة..أشارت إلى الغرفة وهمست
عايزة اطمن على إلياس وأخوه
توقفت على الدرج تشير إلى الغرفة
ووقفت الكلمات على أعتاب شفتيها للحظات مع انسياب دموعها
جمال جمال مع إلياس..قالتها وهوت ساقطة بين ذراعيه فاقدة الوعي بخروج إلياس مع أرسلان للخارج رفع عينيه وجد والده يحملها ويصعد بها للأعلى ..شعر بالحزن على ماأصابها اعتقادا أنها حزينة على اختفاء ميرال.
جلست بحديقة المنزل تنظر حولها بابتسامة على جمال المنظر رغم عقابه لها ولكن بعض تلك الزهور تنسيها آلامها الروحية...أطبقت على جفنيها وبداخلها بركان كاد أن ينفجر من الاشتياق إليه لقد قرر العقاپ وفعلها..
نهضت من مكانها فالقلب تهيج لضمھ ولم يعد لديها قدرة التحمل على ذاك العقاپ اتجهت إلى بعض الورود الجورية البيضاء تقطف منها جلست على العشب وجمعتها بين كفيها ترفعها لأنفها تستنشق رائحتها وصل إلى المنزل دلف للداخل يبحث عنها ولكنها غير موجودة كعادتها اتجه إلى كاميرات المراقبة وجدها تجلس بين الزهور بالحديقة الخلفية ألقى مفاتيحه وتحرك إليها توقف خلفها يستمع إلى دندنتها بأغنيتها المفضلة.. خطا وأصدر صوتا ليعلمها بحضوره رفعت رأسها إليه ثم نظرت للورود مرة أخرى..جلس بجوارها ينظر إلى يديها التي تحمل الورود ثم رفع عينيه إلى وجهها الذي اختفى خلف خصلاتها الحريرية..بسط أنامله يجمعها ويضعها خلف أذنيها
استدارت ترمقه بنظرة صامتة ثم تراجعت تكمل ماتفعله أخذ وردة ووضعها بخصلاتها يرفع ذقنها يسبح بملامحها البريئة..
طيب مين اللي له حق يزعل أنا ولا إنت..
أنزلت يديه بهدوء ثم أردفت
أنا مش قادرة أكمل في العيشة دي مش حاسة نفسي عايشة ياريت ننفصل بهدوء جوازنا كان لمصلحة وحضرتك خلصت مصلحتك وأنا كمان أمن الدولة رفعت إيديها مني ومتأكدة أنهم مش هيقربوا مني بعد مايعرفوا إني طليقتك..
رفعت رأسها واختلج صدرها الكثير من المشاعر المتناقضة من حب ونفور اشتياق وجحود...اخفض رأسه إليه ينظر لصفو عينيها
غرامي هتفضل مراتي حتى لو إنت رافضة حياتنا حرك كفه على قلبها..
دا ليا ودا عندي أهم حاجة..
اكتفت بتنهيدة مرتجفة أفلتت من بين نبضها العاشق له ضمھا بقوة حتى اختفت بأحضانه وأردف
أحضانه
بصي أنا مش هعمل زي الراجل اللي بينفخ نفسه قدام مراته بس حقيقي أنا حبيتك أول مرة أتعلق بواحدة كدا معرفش ليه يمكن طيبتك يمكن إيمانك وخجلك وفوق دا كله نصيبنا وقدرنا اللي ربنا هيأه لنكون في طريق بعض من وقتها وأخدتها حكمة إنك كنز وربنا بعته ليا أو ممكن تكوني نقمة في كلتا الحالتين ربنا مقدرلي خير فيكي أنا معرفوش..بقلم سيلا وليد
رفعت كفيها على وجهه وابتسمت كوردة تتفتح وتتفرع براعمها لتفوح رائحتها العبقة هامسة
بتحبني ...أومأ لها مبتسما ثم أردف
جدا جدا ولو مش بحبك كنت طلقتك من زمان إحنا بقالنا ست شهور متجوزين إيه اللي يغصبني أعيش معاكي..
شملته بنظرة إعجاب لا تخلو من عشقها له ثم أردفت
وبعد الحب دا إيه ممكن تقولي
يعني إيه ياغرام
أرسلان بجد أنا مش قادرة أتحمل الحياة بينا بتيجي زي الغريب ساعتين وتمشي وممكن تغيب أسبوع ومعرفش عنك حاجة قرارك هو اللي يمشي وبس أنا ماليش لازمة حتى لو اعترضت ترفض الاعتراض وتعاقبني ..قاطعها قبل أن تتم كلماتها
ف نهض يسحب كفيها واتجه للداخل..
البسي هنخرج هنروح مشوار مهم وبعدها قرري هتكملي معايا ولا لأ..
بشقة آدم
توقفت بالمطبخ لإعداد كوب قهوتها استمعت إلى غلق باب الشقة علمت بوصوله..تنهدت بحزن بعدما تذكرت حديث خالها....قبل قليل
حبيبتي مينفعش إنت تقعدي في مكان وهو في مكان متنسيش فيه شغالين تحت والكلام ممكن يخرج وأنا مستحيل أخلي مرات أبوكي تشمت فيكي ولو بتحبيني صحيح اسمعي كلام خالك مش هتندمي..
وحضرتك لسة شايف إني مندمتش ياخالو أنا الندم أكل من جسمي لحد مبقاش فيا حيل ..قالتها وتحركت دون حديث آخر..
جلس يرمق ابنه بنظرات مستاءة ثم أردف غاضبا
إيه اللي وصلها للاڼهيار دا ياحضرة الدكتور العبقري!..
جلس يمسح على وجهه پغضب وكأنه ينتقم من نفسه ثم رفع عينيه لوالده
مش مدياني فرصة أتكلم يابابا هتجنن منها مش هنفضل عايشين كدا الهانم بتقولي جوازنا ماهو إلا وقتي
طالعه لوقت ثم أردف بمغذى
ماهو دا الحقيقي إنت ناسي قولت إيه..هب من مكانه فزعا
يعني إيه يابابا ثار بضجيج نبضه الذي رفض حديث والده..
جاهد زين في إخفاء ما يحاول الوصول إليه فتوقف بمقابلته
إنت قولت إنك متجوز وقولت هتتجوزها لوقت معين.. إيه نسيت ولا ايه يادكتور..
يعني إيه!..تساءل بها بتيه..
يعني إيلين مش هخليها تعيش معاك على ضرة مهما يحصل..
هوى على المقعد كمن تلقى ضړبة موجعة يهمس بلسان ثقيل
يعني حضرتك ناوي تطلقها مني!..
اقترب زين منه مستطردا
قصدك ناوي أصلح الوضع بينكم..وكدا بتصلحه يابابا إنت كدا بتجني على حياتنا مش بتصلح الوضع..قالها هادرا..
آدم متنساش نفسك ولا علشان كبرت وبقيت دكتور بتعلي صوتك على أبوك أنا قولت إنك هطلقها والكلام منتهي ولولا الظروف كنت مستحيل أوافق إنها تكون زوجة تانية عندك خيار واحد بس يادكتور..تطلق البنت التانية مش الدكتورة إيلين اللي تعيش مع ضرة دا لو حضرتك عايزها..
خرجت من شرودها على صوته
ممكن تعمليلي فنجان قهوة عندي صداع شديد ...
أومأت برأسها وهي تواليه ظهرها دون حديث...بعد قليل دلفت غرفته بعدما طرقت على بابها خطت إلى جلوسه وجدته يحاوط رأسه بين راحتيه
القهوة وفيه برشام للصداع لو عايز..قالتها واستدارت للحركة إلا أنه أطبق على رسغها و همس لها
هتكلم معاكي بس مش هعمل حاجة أرجوكي ياإيلين لازم نتكلم أنا مبقتش عارف أعمل حاجة شغلي واقف وحياتي واقفة أرجوكي اسمعيني..
حدجته بنظرة من فوق كتفها وهدرت معنفة إياه
آدم سبني لو سمحت مينفعش كدا أبعد ذراعيه يشير إليها بالجلوس بجواره ذهبت لمقعد بالغرفة وجلست منتظرة حديثه..
قدامك عشر دقايق يارب تتكلم بسرعة مش فاضية..نهض من مكانه يحمل فنجان قهوته ثم ارتشف بعضها واتجه يجلس بجوارها ..ارتجف جسدها من قربه ابتعدت عنه ...شعر پألم تسرب لقلبه وهو يراها تنفر منه..
إيلين وبعدين إحنا رايحين على فين..
رايحين!! قالتها بصوت مخټنق مفعم بالبكاء توقفت تدور حول نفسها تشير لغرفتهما التي من المفترض أن تجمعهما سويا
إحنا مين يادكتور إيه نسيت ولا إيه
إنت بنيت حياتك وأنا كمان هبني حياة جديدة أوعى تجمعنا مع بعض تاني قعدتنا مع بعض اتفرضت علينا..
هب من مكانه واقترب منها يطبق على ذراعيها وهدر معنفا إياها
لو سمعتك بتقولي كدا تاني هقطعلك لسانك سمعتي ولا لأ..وآخر كلام هقوله ياإيلين إحنا قدرنا مربوط مع بعض من واحنا صغيرين يعني مفيش ليكي حياة بعيد عن آدم..
انسابت عبراتها وهي تلمح بنظراته نظرة قديمة كان قد أضاعها البعد وجفا بها القلب هزت رأسها ورغما عنها أخرجت شهقة ضعفها بحوزته لا تعلم أهو ضعف بسبب نظرة الحب التي لمحتها بعينيه أم أن الألم فاض بها ولم تعد تستطيع المقاومة أكثر من ذلك..
أطبقت على جفنيها وازداد بكاءها ليقربها إليه يضمها بقوة لأحضانه
همست بضعف اسمه حتى فاق قدرته على الصمود ليخرجها من أحضانه ..همهمت بخفوت تتراجع بعدما عاد عقلها تدريجيا لتهب فزعة بعدما وصل إلى نقطة اللارجوع..أردف بصوته المبحوح
إيلين بلاش تعملي فينا كدا حبيبتي لو سمحتي إديني فرصة أداوي چروح قلبك.
كانت هادئة على غير عادتها حاولت الحديث ولكنها لم تقو فكأن طاقتها نفذت وبدأ قلبها يحركها كيفما شاء..
ابعد عني ابعددددد..قالتها وغادرت الغرفة سريعا وارتفعت شهقاتها ..وصلت إلى غرفتها وأغلقتها على نفسها تنزل بجسدها إلى الأرضية تبكي بنشيج وخزي من نفسها كيف نسيت غدره وخيانته..وضعت كفها على فمها نهضت وبدأت ټحطم الغرفة وتبكي بشهقات على جبنها وضعف قلبها الذي هوى بأحضانه..
استمع إلى صړاخها أغمض جفنيه محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يذهب إليها وېحطم ذاك الجدار الذي يفصلهما.. دقائق وهي تدور بالغرفة كالمچنونة وټحطم كل ما يقابلها حتى هوت على الأرضية لم يعد لديه قوة على تحمل صړاخها ونفورها منه نهض من مكانه ودفع الباب بقدمه لينفتح على مصراعيه دلف بهيئة چنونية طاف بعينيه بالغرفة التي أصبحت شظايا متناثرة اقترب منها بعدما فقد سيطرته واشتعلت حدقتيه كجمرات ملتهبة ينظر إليها
ليه دا كله إيه أطبق على ذراعيها وأوقفها يهزها پعنف
إيه إنت مش مراتي يعني من حقي ياهانم ليه عايز أعرف ليه دا كله مش أنا حبيبك ولا كان كلام أه غلطت منكرش بس أنا بحبك ومش معنى اتجوزت يبقى حبك ماټ أنا اتجوزت لظروف كان لازم تعرفي لولا الظروف دي عمري ماكنت أتجوز لأنك هناقالها وهو يضرب على صدره ..عايزة تسمعي إيه!!
أيوة بحبك وكتير كمان واللي اتجوزتها مصلحة مش أكتر ودلوقتي اسمعيني علشان تعبت منك بقالي شهرين بحاول مضغطش عليكي وقولت حقك إنما لما أقرب منك تعملي كدا دا مسكتش عنه إنت مراتي فاهمة ومش معنى إني سايبك تزعلي شوية يبقى مش عايزك وناوي على الفراق دا إنت بتحلمي وأردف بهسيس
كلمات فقط ماهي سوى كلمات أصابت قلبها كالطلقات الڼارية ظلت تطالعه بجمود وكأنه سحب كل حواسها
طبعا يادكتور لازم أسمع كلامك مش إنت ولي نعمتي اللي أنقذتني من مرات أبويا ...ابتلع غصة وخزت جوفه بأشواك حادة وهو يرى تغير حالتها ...تراجعت للخلف تطالعه بضحكات مرتفعة ټضرب يديها ببعضهما ثم توقفت عن الضحك ا
اتفضل يادكتور شرح الچثة على ماأظن إنك شاطر في مجالك
ومش هتوجعني ومش هحس بتشريحك ومتنساس ټدفن روحي اللي حرقتها..
نظر إليها بوجه شاحب وكأن روحه سحبت إلى بارئها وهو يراها بتلك الحالة ..ليقترب منها بخطوات ثقيلة..
بشقة يزن بمكتبه الخاص ..دلفت إيمان بعدما سمح لها بالدخول
دكتور كريم برة ياأبيه نهض يجمع أوراقه وأشار إليها
دخليه ياحبيبتي..أومأت وتحركت للخارج
دكتور كريم يزن جوا في المكتب اتفضل..داعب
خصلات معاذ ثم تحرك إلى أن وصل