السبت 28 ديسمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمى سمير

انت في الصفحة 2 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


واخاڤ عليكي
تنهدت فرحه بضيق من طلبه بان تتهاون معه وهذا ليس حقه وردت عليه بحدة 
لو صح كلامك پتخاف عليا وتصوتي يبقي تحفظ حق ابويا فيا باني بنته وحقي احافظ علي تربيته فيا انا كده وهفضل كده يا فاروق لو مش عجبك
خد دبلتك وبلاها السفريه دي ملهاش لزمه
انتفض فاروق من حدة رفضها لتودد بينهم وقال بضيق من عرضها بان ينهي ما بينهم ان لم يعجبه طبعها واحترامها لتربيتها واخلاقها العالية 

حقك عليا يا فرحه انت صح وانا غلطان والله انت غالية عليا وحبي ليكي هو السبب في شوقي للود بينا لكن خلاص هصبر كلها ايام وتبقي حلالي واللي بينا هيكون برضا ربنا اللي هيجمعنا في حلاله
سماح يا ست البنات وياريت تنسي اللي حصل
هزت راسها بالايجاب ووضعت يدها بين راحت كفها كي تبعدهم عنه واخذت تتحادثه في نتيجتها التي تنتظرها علي احر من الجمر وتتمني من الله النجاح
ظل هكذا الي ان وصل الي احد الوحداث الصحيه وقام ابيها بعمل الشهادة وبعدها انطلق الي الصاغة وابتاع لها شبكة كبيرة تقديرا لمكانتها في قلبه
وابتاع خاتم خارج الشبكه وطلب منه ان يلبسها اياه كعربون صلح لما بدر منه
لم يفهم ابيها سبب اقدامه علي ذلك لكنه طلب من ابنته قبوله فالبسه فاروق اياه وطبل يدها باحترام وقال
ده حق صلحك واي مره ازعلك فيها ھتكون دي ضريبة الصلح بينا تطلبيها مني بس مش معني كده اني ممكن ازعلك ويشهد عليا ربنا اني ما هزعلك وھتكون دي هديتي ليكي عن كل يوم هتعشيه معايا سعيدة ماسي يا فرحة قلبي
كان حديثه هذا سبب في شعور فرحه بالراحه معه لان هذا يثبت حبه الكبير لها وخوفه علي زعلها حتي انه وضع عقابه بنفسه
اوصل فاروق عمه وفرحه الي فيلا الديميري وانطلق هو لانهاء ما اتي لشراءه 
دلفت فرحه مع ابيها الي الفيلا وقد اصابها الهرع من البذخ الواضح في الفراش الفخم والاثاث الغالي
جلس عويس وجلست هي بجواره وعيناها تجول فيما حولها غير مصدقه انه يعيش في كل هذا الترف امتثال هانم وابنها فريد الوريث لكل املاك العائلة
دلفت عليهم امتثال هانم مرحبا بعويس
اهلا اهلا يا عويس اخبارك ايه وفين زينب انا اتصلت بيهم يبعتولك انت وهي انا محتاجاها ضروري
ارتبك عويس ورد عليها 
والله يا هانم عصب عني مقدرتش اجيبها معايا لانها بتجهز فرح بنتي ان شاء الله اخر الاسبوع
طالعتها امتثال بحيرة وضيق 
يعني ايه يا عويس انت عارف مش بامن لحد اكل من ايده غير مراتك هاتها النهاردة وبكرة بس فرح ابني بكرة وبعدها هياخد عروسته ويسافر وليك مبلغ محترم يساعدك في جهاز بنتك غير نقطتها قلت ايه هبعت معاك عربية تجيبها اتفقنا
هز عويس راسه بحيرة لا يعرف ماذا يرد عليها فقالت فرحه موضحا وضع امها
والله يا ست هانم ما ينفع امي محتاسه لسه هتعمل الكحك والبسكويت فطرتي وعزمت الناس عليهم هتبدا فيهم من بكرة صعب تسيب ضيوفها وتجي
نظرت امتثال الي فرحه بانبهار لجمالها الاخاذ وقالت
ماشاء الله انت فرحه كبرتي يا فرحه وبقيتي زي القمر مشوفتكيش من عمر سنتبن بس انت صغيره اوي علي الجواز مستعجل علي جوازه ليه ياعويس دي الف مين يتمناها ما تصبر شويا عليها
ضحكت فرح واخرجت شهادة تسنينها
لا انا كبيرة كفاية وابوبا طلع ليا شهادة تسنين علشان كتب كتابي بعد بكرة علي ابن عمي فاروق
هزت امتثال راسها بالفهم وقالت
طيب محلوله مدام والدتك مشغوله سيب بنتك معايا لبكرة مش هي بتعرف تطبخ وتعالي خدها بعد بكره يكون ابني سافر مع عروسته
وخد المبلغ ده يساعدك واوعي ترفض انا معنديش ثقه في حد غيرك انت شغال معايا من سنين ثقتي فيكم عمياء ها موافق
نظر عوبس للمبلغ الذي سيجعلها يجهز ابنته احسن من اي عروس ويشرفها امام زوجها وحفاتها ويسد دينه ويزيد فتلاعبت الافكار براسه وقال
الظاهر مفيش حل غير كده ماشي ياست هانم بس يوم الاثنين الصبح هجي اخدها وياريت تجهزي لينا عربية تسفرنا لانه هيكون يوم كتب كتابها وعايزين نحلقه قلت ايه
تهلل وجهه امتثال بالفرحه والراحه وقالت
ماشي يا عويس اتفضل انت ومتقلقش علي بنتك هحطها في عيني وسلامي لزينب وكمان هبعت معاها نقطتها مقابل خدمتها ليا ولابني
شكرته وتركته مع ابنتها التي تجسد الحزن علي ملامحها وقالت 
انت هخليني اخدم يا با دا انت عمرك ما ذلتني ولا كسرت نفسي ليه كده يابا فاروق هيقول عني ايه خدامه حړام عليك يابا والله
صمها ابيها الي حصنه وقال
مين قال كده انت ست البنات وهتفضلي معززه مكرمه لو علي فاروق هقوله الست هانم اصدت تقعدي معاها علشان تشتري ليكي هدومك هدية منها وكمان المبلغ ده هيخليني اجيب باقي جهازك بڈم ا اجيبه بالدين يعني بعززك واشرفك قدام حفاتك اللي مش هتريحك لو قليت معاكي
انا وفقت علشانك يا فرحه وانت عارفه غالية عليا ازاي هما يومين هتخدميها هي وابنها وبس لان الهانم پتخاف علي ابنها لحد يسمه ومش بتثق في حد غير فينا انا وامك وهو اصلا عايش بره
وانت ماشاء الله اكلك احلي من اكل امك جهزي اكلهم وخلي بالك اوعي عينك تغيب عن الاكل وانت بتجهزيه وبعد ما يسافر البيه هاجي اخدك ونكتب كتابك ولا مين شاف ولا مين دري فهمتي
هزت فرحه راسها بالموافقه فليس امامها حيله من رفض مساعدتها ابيها وامها الذين تورطو في تجهيزها
صمها ابيها بسعادة وتركها في رعاية الهانم وخرج هو لانتظار فاروق الذي سياتي لكي يسافرا سويا
دلفت فرحه بصحبة امتثال هانم الي المطبخ التي طلبت منها اعداد الفطار الي ابنها الوحيد فريد
قامت فرحه باعداده باتقان جعلت امثتال تتوسم فيها خيرا وبعد الانتهاء طلبت منها
يلا زي الشاطرة كده طلعي الفطار للبيه وخليكي جمبه لحد ما يخلص ماشي
حدقت فيها فرحه پذعر وقالت بحدة
اطلع ايه يا ست هانم لا انا هجهز الاكل وبس مليش فيه ياكل او لاء ياسود عيشتي عايزاني اطلع ليه اوضته دي يبقي حزن قاطع
امسكت امتثال يدها وضغطت عليه بحدة
اسمعي يا فرحه كلها بكرة وقلبي هيطمن علي ابني انا مش عايزه حد يحس بخۏفي عليه انا ممكن اطلعه لكن ازاي وفيه خدم كتير بالفيلا زي ما انت شايفه فياريت تساعديني وليكي مكافاة مني كبيرة
تاففت فرحه من قبلها وشعرت بالمسؤولية نحوها ونحو ابنها الذي تخاف عليه بشدة فقالت بتردد
حاضر يا ست هانم هطلع ليه الفطار واخدمه بعيني مش علشان المكافاة والله لكن علشان خاطرك بسبب خۏفك عليه
حملت الصنية واشارت اليه الهاتم علي غرفته صعدت فرحه اليه طرقت الباب عدة طرقت فلم بجيبها احد عليها 
فلم يكن امامها بد من الدخول عليه وايقاظه دلفت الي الغرفة الغارقه في الظالم فدخلت تتحسس الي ان وصلت الي الطاولة وضعت عليها الصنية ودنت بحذر نحو الفراش فرات جسده متوسده باريحيه
مدت يدها توقظه 
يتبع 
بنتحرة
البارتالاول
دلفت فرحه الي غرفة فريد الغارقة في الظلام كي توقظه وبعدما وضعت الفطار علي الطاولة تلمست طريقها اليه حتي وصلت الي فراشه ولكزته برفق
يا بيه اصحي انا جبتلك الفطار
لم تشعر فرحه بنفسها الا ويده تسحبها اليه فوقعت بجواره واحتصنها بقوه هاتفا ب
اخيرا بقيتي ملكي وبين احصاني يا سونس
وقرب انفاسه الحارة من انفاسها اللاهثه وكاد ان يطبلها 
دفعته فرحه بقوة في قدر وصرحت فيه پغضب
اللهي تتوكس سونس مين يلا تنشك انا فرحه وايدك عني لاقطعهالك يا ابن الهانم
انتفض فريد من صوتها الغاضب واخذ يفرك عيناه بقدممه ومد يده اضاء القابس بجواره ونظر الي فرحه التي استقامت ووقفت بجوار الفراش تطالعه پغضب وحده وتحدى وقال بذهول
انت مين وايه دخلك اوضتي يا بتاعه انت
غمغمت بشړ وردت عليها بحدة
لا والله يعني مش سونس اللي كنت واخدها في حصنك اللهي تنشك في نوضرك
وفجاة اشاحت بنظرها بعيدا عنه وصدحت فيه بخجل
قوم قوم كده واحتشم والبس حاجه استر بيها جسمك وبعدين اقولك انا مين
واخذت تهمهم بصوت خاڤت لم يسمعه
هي ايه الشغلانه الزفت دي اللي فيها الرجاله كده
حدق فيها فريد بعيناه العسليتان الذين يشعان ببريق لامع يزيد من وسامته ويجسد هدوء ملامحه وقال بامتعاض من هجومه عليها
انت مستوعبة كلامك يعني اقټحمتي عليا اوضة نومي وكمان بتطلبي مني استر نفسي علي اساس اني في اوضتك اسمعي يا بتاعه انت احسلك تخفي من قدامي بڈم ا اطلع غضپي وعصبيتي عليكي انت فزعتيتي يا مجنونه
وقفت مكانها لم تتحرك ساكنا وقد اولتها ظهرك بعناد وتحدى وقالت
قول اللي تقوله انا مش همشي من هنا غير بعد ما تفطر وانزل للهانم اطمنها انك اكلت
خلصني بقي وقوم استر نفسك حتي لو في اوضتك عيب تقف قدامي كده مش مكسوف من نفسك
نهض فريد من علي فراشه وشياطين الغضپ تتلاعب في راسه ونظر الي فرحه شزرا بعد ان ادارها اليه فراها مغمضت العين بقوة وقال
لا انت بلوى من بلاوى الزمن هي مامي بعتتك ليا علشان ټحرقي ډمي علي الصبح طيب خليكي كدة زي التمثال لما اشوف الست الوالدة جبتك منين
امسك هاتفه واجري اتصال بوالدته قال لها
لو سمحتي يا مامي تطلعي قبل ما اعمل مشكلة مع البلوى اللي جابت الفطار دي
اغلق معها الاتصال دون انتظار ردها وقال لفرحه
انا داخل الحمام اخد شاور علشان استر نفسي واعجب جناب الكونتيسة والله انا مش عارف اللي زيكم عايشين ليه
تركها علي وضعها ودلف الي المړحاض ظلت فرحه مغمضت العين خجله من النظر الي چسدها لانها لم تشعر بمغادرته الغرفه ذلك لعدم علمها بان المړحاض يوجد داخل الغرفه وليس خارجه 
ظلت هكذا الي ان شعرت بالملل وقالت
هو انت هتخرج في سنه ما تخلص انا تعبت بقي
سمعت ضحكه حنونه وصوت امتثال هانم ترد عليها
والله انا اللي تعبتلك سلف مغمضه عينك كده ليه ايه شفتي عفرېت ثم انت بتكلمي نفسك مفيش حد غيرك بالاوضه يا فرحه
فتحت فرحه عيناها وطالعت الهانم بدهشه وجالت في ارجاء الغرفه تبحث عن ابنها وقالت بارتباك
لا يا هانم مشوفتش عفرېت بس ابنك كان عادي وماسترش نفسه قدامي شكله مش بيستحي ولما وطلبت منه يستر جسمه لقيته بېزعق فيا وقالي خليكي وقفه كده متتحركيش وهيدخل يتحمم ويستر نفسه بس هو خرج امتي والباب كان مقفول
ضحكت امتثال من براءة وخجل فرحه الريفي الذي مازال يحافظ علي الاحترام والاحتشام امام البنت رغم انها
واثقه ان ابنها لم يكن عادي كم صورته وقالت لها تهدا من عصبيتها وخۏفها
طيب اهدى وانا هفهمك ابني لسه في الاوضه لكن في حمامه الخاص قوليلي بقي مش معقول اتنرفز عليكي علشان صحتيه اكيد في حاجه حصلت
نكست فرحه راسها ارضا وقالت بحياء شديد
ابنك مش
 

انت في الصفحة 2 من 43 صفحات