رواية ۏجع الهوا بقلم زينب مصطفي
حينها بقلق وتوتر حتى تحدث الشيخ اخيرا قائلا بهدوء لا يخلو من التحذير
تمام يا علوان انا موافق انه يجى يحضر فرح اخوه وبنت عمه بس يمين عظيم بتلاتة لو عمل عملة من عمايله السودا تانى ساعتها مش هيبقى عندى ليه متسواش تلاتة ابيض واخلص بقى من همه
شحب وجه علوان بشدة يعلم جيدا ان والده قد وصل الى اخر قدرة لديه على الصبر فاخذ يدعو الله ان يكون ولده عند حسن ظنه ولا يأتى بمصائبه التى لا تنهى ابدا كعادته دائما
زفر مرة اخرى لكن تلك المرة محاولا الهدوء يحدث نفسه بأن يتحلى بالصبر والهدوء اذا اراد ان يتم له ما يريد فقد اصبح قاب قوسين او ادنى من تحقيقه
سلمى! تعالى ادخلى خير فى حاجة
تقدمت سلمى بخطوات بطيئة منه تخفض راسها بخجل هامسة بصوت ضعيف
كنت عاوزة اتكلم معاك شوية لوحدنا يا جلال
نهض جلال من خلف مكتبه يتحرك من مكانه ليقف امامها يظهر القلق والتوتر جاليا فوق ملامحه يسألها
رفعت وجهها اليه ببطء ليصدم بمرئ تلك الدموع تغشى عينيها وشفتيها التى اخذت بالارتعاش كما لو كانت تقاوم الانفجار بعاصفة من البكاء فيناديها ثانيا بقلق وخشية فټنفجر باكية على الفور كمن اعطى لها الاشارة لبدء الانفجار تهتف بتلعثم وألم
هانت عليك سلمى يا جلال .هانت عليك بنت عمك تبقى سيرتها على لسان الخلق
انتى بتقولى ايه مين ده اللى يقدر يجيب سيرة بنت الصاوى على لسانه وانا اقطعهوله
سلمى وهى مازالت تبكى بحړقة قائلة بعتب ولوم
وتلوم عليهم ليه يا جلال ما انت اللى ادتلهم الفرصة
لما سبتنى وروحت اتجوزت واحدة تانية بعد ما الكل عرف انى من صغرى وانا مكتوبة ليك
زادت حدة بكائها تحيى بداخله احساسه بالذنب من ناحيتها وهو يراها بكل هذ الاڼهيار امامه لكنه حافظ على مسافة مناسبة بينهم قائلا بلطف ولين فى محاولة منه لتهدئتها
شهقت سلمى بالبكاء ترفع اناملها تزيل دموعها المنهمرة فوق وجنتها قائلة پألم
هنتكلم فى ايه ياجلال مبقاش فى حاجة نتكلم فيها بعد ماعملت منى ليله تانية
عقد حاجبيه بشدة وعبوس لدى ذكرها لاسمها امامه لتومأ سلمى له قائلة بتأكيد
ايوه يا جلال انا بقيت ليله تانية .كل البلد هتتكلم عنها لسنين جايه ادام .هكون ليلهجديدة اهلها هيدفعوا علشان يلاقوا اللى يتجوزها ويرضى بيها
كلام ايه العبيط اللى بتقوليه ده مش بنت الصاوى اللى تتباع بالفلوس لو ايه حصل مش بناتنا اللى ندفع علشان نجوزها ..بناتنا تتاقل بالدهب.. انتى غالية ولا يمكن ف يوم نرخصك ابدا
ابتعد عنها ناحية مكتبه يستند بكفيه فوقه وهو يحنى راسه معطيا لها ظهره يظهر غضبه بوضوح من صوت انفاسه الحادة وتوتر خطوط عضلاته يكمل حديثه بحدة تخفى ورائها الكثير من الڠضب المستتر
لو سمعتك بتتكلمى كده عن نفسك تانى هيكون ليا معاكى تصرف مش هيعجبك يا سلمى ولازم تحطى فى دماغك انك حاجة وهى حاجة تانية خالص
لتهتف سلمى پعنف
ڠصب عنى ياجلال كلامى ده ..انت فاكر انه سهل عليا ولا على ابويا وامى اللى بنسمعه من اللى حوالينا .الكل بيسأل ليه وازاى ده
حصل ومحدش فينا بيقدر يتكلم ويقول الحقيقة وان كله بسبب ارض
الشؤم دى
جلال بصوت حاد متجمد وهو مازال على وقفته بجسد متخشب
والمطلوب منى ايه دلوقت
تنهدت سلمى قائلة وقد تبدل حالها فجأة تظهر فى عينيها نظرة تحمل الكثير من الخبث واللؤم لكنها حافظت على نبرة صوتها المنكسرة قائلة
مش مطلوب منك حاجة يابن عمى انا بس كنت عاوزة افضفض واقولك كل اللى جوايا
زفر جلال محاولا الهدوء قبل ان يلتفت لها بوجه خالى من التعبير لكن عينيه كانت تشتعل بنيران حاول احكام السيطرة عليها قائلا
طب روحى دلوقت يا سلمى واياكى اسمعك تتكلمى عن نفسك كده تانى مفهوم كلامى
اومأت براسها له بالايجاب ثم التفتت مغادرة ترتفع فوق شفتيها ابتسامة انتصار وفرح تعلم جيدا بنجاحها حتى ولو لم تحصل على جواب يعلمها بذلك الا انها تعلم جيدا من هو جلال واحساسه العالى بالحماية والمسئولية لكل مايخصه وهى تخصه اليست ابنة عمه الوحيدة والمدللة لدى الجميع وهذا ما راهنت عليه هى وزوجة عمها عند وضعهم لتلك الخطة واثقين مما ستؤول اليه الامور لصالحهم
تركته فى عاصفة افكاره خارجة من الغرفة بخطوات سريعة واثقة غافلة تماما عن تلك المستندة الى الحائط فى الظلام تكاد قدميها لا تحملها تغمض عينيها پألم بدموعها المنهمرة بغزارة وقد وصل الى مسامعها كل كلمة قد قيلت بينهم .....عنها
دلف الى داخل جناحهم يدفع بابه پعنف ينظر فى ارجائه بحثا عنها ليجدها تجلس فوق مقعد تضع قدما فوق اخرى وهى تأرجحها ببطء تشاهد التلفاز ومستغرقة تماما فى متابعته لا تعير لدخوله ادنى اهتمام
انتى قاعدة عندك لحد دلوقت ومنزلتيش المكتب زاى ما قلتلك ليه
ظلت تنظر الى تلفاز وهى تهز كتفها بعدم اكتراث قائلة
لقيت نزولى ملهوش داعى
عقد جلال حاجبيه بشړ قائلا ببطء
ملهوش داعى ازاى عاوز افهم
التفتت له ليله تستند بمرفقها فوق مسند مقعدها تنظر الى عينيه بنظرة باردة قائلة بهدوء
يعنى انا فكرت كويس ولقيت انى مش هتنازل عن الارض لا ليك ولا لغيرك
بتقولى ايه ! مسمعتكيش كويس .سمعينى كده تانى
لم تهتز ملامح وجه ليله بل ظل يحمل كل هدوء وبرود العالم فوقه وهى تتحدث بجمود قائلة
لا انت سمعتنى كويس بس معنديش مانع اعيد كلامى تانى
ليرتفع فوق ملامحها التحدى والاصرار فورا قائلة كلماتها ببطء شديد مستفز
بيع مش هبيع ...تنازل مش هتنازل.. الارض دى ارض اهلى وجدى كتبها ليا ولولادى ومحدش يقدر مهما كان يجبرنى اتنازل عنها
اكيد انتى اتجننتى صح! ارض اهلك ايه اللى بتتكلمى عنها دى . انتى نسيتى نفسك ونسيتى انا اتجوزتك علشان ايه ..لو كنتى نسيتى افكرك
انا اتجوزتك علشان الارض دى وبس ..الارض اللى اهلك رموكى عليا علشانها ... اتجوزتك علشان ارضنا ترجع لعيلتى من تانى واللى لولاها هى مكنتش فى يوم افكر اتجوزك ولا تكونى على اسمى فى يوم
فتفوقى لنفسك كده وتعقلى وتوزنى كلامك قبل ما تنطقى به فاهمة ولا مش فاهمة
لا فاهمة كلامى كويس وعارفة انك متجوزنى علشان الارض دى وبس. وانك من كتر طمعك مقدرتش تقول لا واتجوزت واحدة ڠصب زيى انا كمان بالظبط بس انا يا حسرة بنت ماليش ان ارفض ولا اقول لا عكسك انت ياااا جلال بيه
نطقت حروف اسمه بسخرية اشعلت عينيه بنيران ټحرق الاخضر واليابس لكنها لم تتراجع او تحاول الاهتمام بغضبه وشراسته تلك لا تمهل لنفسها فرصة للتردد او التوقف عما
نوت فعله تكمل مؤكدة كل كلمة تنطق بها باصرار وعناد
وبقولهالك تانى .. ارضى مش هبعها ولا هتنازل عنها ولازم تفهم وتفوق انت كمان وتعرف انى اتجوزتك مش علشان دايبة فى هواك ولا سواد عينيك ..انا متجوزتكش الا بسبب ضغط جدى عليا وبس وان كان عليا كان اهون عندى اعيش عمرى كله بايرة زاى ما بتقولوا ولا ان حظى يوقعنى فى واحد زيك طماع وجشع .راجل طمعان فى مال مراته ليه
تركتها يده سريعا ليرفعها عاليا امام وجهها تنطق ملامحه بكل شرور العالم بعينيه المشټعلة پغضب محرق ثائر .فاغمضت عينيها بهلع فى انتظار صڤعته لهاتصل لاذانها اصوات انفاسه
المتلاحقة پعنف و تعالى فعلمت انها هالكة لا محالة لكن طال انتظارها لتلك الصڤعة وهى تقف مكانها مرتجفة لكن يصل اليها بعد قليل صوت اغلاق الباب پعنف ارتجت له ارجاء المكان معلنا لها خروجه من الغرفة نهائيا عن المكان ففتحت عينيها بتوجس وخشية ثم اخذت الرجفة تزحف الى ارجاء جسدها ببطء بعد ان ادركت ما قامت به واعلانها التحدى له لكنها لا ټندم على فعلتها فيكفيها كل ما سمعته منذ دخولها لهذا المنزل سواء منه او من اهله لذا لا ندم ولا تراجع بعد الان وليحدث ما يحدث
صباحا جلست قدرية تجاورها ابنتها حبيبة المتجهمة الوجه صامتة منذ نزولها الى البهو منذ عدة دقائق رغم محاولات قدرية العديدة لمعرفة ما بها لكنها لم تبوح بما يكدر حالها ولكن والدتها لم تستلم تسألها مرة اخرى بحدة
مش هتقوليلى مالك وشك مقلوب من الصبح ليه
حبيبة بغصة تكاد ټخنقها
قلتلك مفيش ياماما وبعدين انتى من امتى بيهمك حالى
تظاهرت قدرية بالهلع هاتفة باستنكار
شوفوا البت بتتكلم ازاى ..بقى كده يا حبيبة انا مابيهمنيش حالك
التفتت اليها حبيبة هاتفة
مش انتى السبب فى الجوازة الهم دى ..وخلتينى اطاوعك واقف ادام جلال واصمم اتجوز المحروس
تنهدت قدرية تلوى شفتيها قائلة
وخلاص اللى حصل حصل وفواز مش وحش زاى ما انتى فاهمة ده طيب وبيضحك عليه بكلمة
حبيبة بنزق وعصبية
مش ده لما ابقى اشوفه ده طول اليوم بره
ومابشفهوش غير اخر الليل
قدرية بعدم اكتراث
علشان هبلة قلتلك هاتى حتة عيل تتلبخى وتلبخيه بيه بس هقول ايه خايبة طول عمرك
نظرت لها حبيبة باستنكار تفتح فمها دهشة من حديثها لكن قدرية تجاهلتها تنادى على العاملة بالمنزل التى اتت اليها تهرول مسرعة تجيبها
ايوه يا ستى ٱمرينى
قدرية بجمود
خلصتى تنضيف الاوض هنا ولا لسه وراكى حاجة
هزت نجية راسها بالايجاب قائلة بلهفة
كله تمام يا ستى بس لسه اوضة المكتب هنضفها بس
قدرية بحدة
طب ولسه معملتهاش ليه اجرى اخلصى واعمليها وتعالى يلا حضرى الفطار زمان سيدك جلال وباقى الرجالة نازلين
اومأت نجية بالايجاب تسرع باتجاه المطبخ تغيب بداخله لثوانى ثم تأتى وهى حاملة لادوات النضافة ذاهبة باتجاه غرفة المكتب التى لم تغب بداخلها كثيرا بل اسرعت تخرج منها سريعا مرة اخرى لتهف قدرية بها باستنكار وحدة توبخها
ينيلك انتى لحقتى تنضفيها يا مصېبة
هزت نجيه راسها بالرفضتنحنى فوق اذنيها هامسة بخشية
سيدى جلال نايم فى المكتب ياستى انا قلت اخرج اقولك الاول واشوف هتقولى ايه
التمعت عينى قدرية بالنصر والسعادة قائلة بابتسامة فرحة
متأكدة من كلامك
يابت
ابتعدت نجية عنها تهز راسها بالايجاب لتهمس قدرية بتشفى
ده كده حلو اووى ..والله شكلك عرفتى تعمليها يابت ياسلمى
عقدت حبيبة حاجبيها بعدم فهم تسال والدتها
عملت ايه يا ماما مش فاهمة وبعدين جلال نايم فى المكتب ليه وسايب