عهد يمين
الخاتم وبعدها ارتدته مره أخرى ... على الجانب الأخر كان ينظر لها وهى تقرأ رسالته وترتدى الخاتم ابتسم ابتسامه سريعه ومن ثم ارتدى نظارته الشمسيه واستقل سيارته وغادر المكان بأقصى سرعه
قام مفيد بدعوه يامن وعائلته لتناول الغداء فى منزله الذى هو عباره عن فيلا كبيره للغايه وفى غايه الجمال والتى تقع فى إحدى الأماكن الراقيه... ابتسمت حبيبه لوالدتها وقالت
وأنت كمان وحشتينى يا حبيبتى.
قالتها فريده وهى تبتسم لحبيبه ...نظر مفيد لحبيبه وقال بضيق مصطنع
مامتك بس اللى وحشتك وأبوكى مفيش خالص.
تدخلت فريده قائله بهدوء
هى بتتكلم معاك على طول وبتشوفك فى الشركه أما أنا مش بشوفها كتير.
نظر يامن إلى مفيد وقال
كنت عايز أسألك يا دكتور هو مدير شركه الاستيراد والتصدير الجديده كان فعلا من تلاميذك
أيوه يا يامن ومن دفعتك كمان.
ده الموضوع فعلا بجد ... ده مش بعيد كمان أكون عارفه.
قالها يامن وهو ينظر لمفيد بذهول ...ضيق مفيد عينيه وسأله بتوجس
أنت صحيح عرفت ازاى موضوع أنه كان من تلاميذى هو أنت قابلته
لما كنت قاعد بدردش أنا وسامح قالى بالصدفه أن صاحبه مدير شركه الاستيراد والتصدير الجديده كان واحد من تلاميذك ففكرت أسألك هو يطلع مين من زمايلى
نظر له مفيد بهدوء وقال
أنا مش فاكر اسمه بالظبط ... بس أنت بتقول أن سامح عازمه يحضر الفرح أخر الأسبوع شوفه وهتعرف ساعتها هو مين.
تملك الفضول من يامن وخاصه عندما لم يعرف من مفيد من هو هذا الرجل ولكنه قرر الصبر إلى نهايه الأسبوع ليعرف هويته كل ذلك وجميله تتابع حديثهم فى صمت وعقلها يخبرها أنها تعرف هذا الشخص ولكن ترى من يكون
نظر والده إليه وعلامات الذهول تكسو وجهه هذا الطفل ېصرخ فى وجهه ويتحداه أيضا... هذا الطفل الصغير الذى ېخاف منه يتجرأ وېصرخ فى وجهه ... كتم غيظه وهو ينظر إلى ابنه بهدوء وقال
أنا لما كدبت عليك وقولتلك أن سها تبقى مامتك ده لأنى مكنتش عايزك تحس أنك معندكش أم ... بس صدقنى يا ممدوح أمك سابتك وأنت لسه مولود واتخلت عنك.
وأقاربه ... الجميع ينظر له وكأنه جرذ قذر ... ماذا فعل ليستحق كل هذا ربت توفيق على قائلا بحنو
أنا هفضل معاك يا ممدوح وعمرى ما هسيبك أبدا.
كفف ممدوح دموعه بأنامله ونظر إلى والده وهو يقول بحزم
أنا عايز أشوفها.
نظر له توفيق پصدمه ليستأنف ممدوح
أنا مش هكلمها أنا بس هشوفها من بعيد مش أكتر.
أمام إصرار ممدوح استجاب والده لطلبه وأخذه إلى المنزل الذى تقطن به والدته ... صف سيارته فى مكان قريب وأشار على إحدى السيدات ... نظر ممدوح إلى حيث يشير والده ليرى سيده جميله عينيها تشبه عينيه لدرجه كبيره ... نظر له والده وقال
شايف الولد اللى واقف جنبها ده
أعاد ممدوح النظر حيث يشير والده
ليرى هذا الطفل الذى يعانق والدته وهى تبتسم له بحب ... الټفت إلى والده الذى قال
هى سابتك عشانه عمرها ما حبيتك ولا اعتبرتك ابنها هى بتحبه هو وبس.
نظر ممدوح إلى ذلك الطفل وقد امتلئت عينيه بالدموع ... لم يستطع تحمل رؤيه والدته وهى تغمر طفلا أخر بحبها وحنانها لذلك طلب من والده المغادره على الفور ... عاد بذاكرته إلى واقعه المرير ابتسم بسخريه فهو يشرب هذا الشىء الذى يفترض أن يجعله ينسى أوجاعه ولكن عجبا هو لا ينسى بل يتذكر ... أو الألم الذى يشعر به فهذا الألم ليس كألم قلبه الذى يلازمه ولا يفارقه منذ طفولته .
مرت الأيام سريعا وأتى اليوم الذى سيتم فيه حفل الزفاف .
فى منزل سامح أمسكت ريهام البذله التى انتقتها لزوجها وقالت وهى تنظر له
اتفضل يا حبيبى البدله اللى هتلبسها.
ابتسم لها أمجد وقال
شكرا يا قلبى بس أنا اشتريت البدله اللى هلبسها وأنا فى الكويت.
أخرج أمجد البذله التى اشتراها ليريها إياها وكما توقعت ريهام فقد كانت البذله وقيمصها باللون الأسود... تأكدت أنها حتما ستصاب يوما بإحدى الجلطات بسبب عشق زوجها الغريب للون الأسود فهو تقريبا كل ملابسه باللون الأسود ...حتى فى المناسبات السعيده يرتدى هذا اللون ...تذكرت ريهام عندما أتى أمجد لخطبتها برفقه والدته رحمها الله فقد كانت جميع ملابسه سوداء وهذا ما جعلها تظن أن والدته تجبره على هذه الزيجه فقد كان يبدو من مظهر ملابسه السوداء أنه يرثى نفسه لأنه سيتزوج ڠصبا وبسبب هذا الظن كانت سترفض الزواج منه قبل أن يقسم لها أكثر من مره أنه أتى لخطبتها بإرادته ولم يجبره أحد على ذلك ...تذكرت أيضا أنه اختار البذله التى سيرتديها فى حفل زفافهما سوداء أيضا إلا أنها أصرت أن يرتدى بذله بلون أخر وأمام اصرارها اضطر لتغير البذله واختار بذله بلون مختلف ... فاقت من شرودها على صوته وهو يناديها قائلا
مقولتليش يا حبيبتى إيه رأيك فى البدله
كزت ريهام على أسنانها من الڠضب ولكنها أخفت ذلك وابتسمت ابتسامه مصطنعه وقالت
أنت مش عايزنا نتخانق صح يا أمجد
ظهرت علامات الاندهاش على وجه أمجد فهو لا يفهم لماذا تقول هذا .
إذا كنت مش عايزنا فعلا نتخانق يبقى هتلبس البدله اللى أنا جايبهالك وهتجيب البدله اللى أنت جايبها دى.
قالتها وهى تأخذ البذله السوداء من يده وتناوله البذله الأخرى وبعدها خرجت من الغرفه تاركه إياه يرتدى البذله التى اختارتها له .
بعد مرور ساعات بدأ حفل الزفاف فى إحدى القاعات الراقيه ووصل ياسر برفقه إيناس إلى الحفل ورحب بهم مفيد وأمجد أما يامن فقد كان منشغلا بأحد أصدقائه ولم يرحب بياسر كما أنه لم يراه أيضا وقد أسعد هذا مفيد وتمنى أن يمر الحفل دون أن يرى كلا من ياسر ويامن بعضهما .
كانت تجلس حبيبه على إحدى الطاولات بجوار نوال أما جميله فقد شعرت پألم شديد فى رأسها ولذلك ابتعدت قليلا عن الحفل ...سألت نوال حبيبه قائله
هو كتب الكتاب امتى
كمان عشر دقائق.
قالتها حبيبه وهى تنظر إلى مريم ... نظرت نوال هى الأخرى إلى مريم وقالت
أختك يا حبيبه بسم الله ماشاء الله قمر منور.
ابتسمت حبيبه وقالت
ماما لما شافت مريم النهارده كده قعدت تقرأ قرآن كتير أوى عشان خاېفه لتتحسد.
عندها حق كويس أنها عملت كده.
قالتها نوال لتؤما لها حبيبه رأسها بهدوء .
أثناء وقوف يامن مع مفيد الذى يستقبل المدعوين رأى يامن أحد أصدقائه القدامى فأتجه نحوه ولكنه فجأه اصتدم بأحدهم عن طريق الخطأ وقبل أن ينطق بأى كلمه ألجمت الصدمه لسانه... كانت الصدمه أيضا من نصيب الأخر ...ظل كلا منهما ينظر للأخر بذهول لا يصدق أيا منهما أنهما تقابلا بعد كل هذه السنوات... فى هذه اللحظه ظهرت إيناس ولم تكن انتبهت لوجود يامن وقالت
ياسر ... دكتور مفيد بيسأل عليك.
لم يرد عليها ياسر وهذا أثار دهشتها ... لاحظت أنه ينظر لشخص ما فنظرت إلى حيث ينظر وتفاجأت بوجود يامن .
عادت إلى الحفل بعدما أخذت مسكن لرأسها وكانت الصدمه فى انتظارها عندما رأت ياسر ويامن يقفان أمام بعضهما... مرت دقيقه قبل أن تتأكد مما تراه وبعدها هطلت دموعها بغزاره ... لا تصدق أنها تراه يقف أمامها... لا تصدق أنها ترى شقيقها بعد كل هذه السنوات .
الفصل_الثالث
لاتصدق هل حقا سمعت صوته للتو
صوت أكثر شخص تبغضه يسألها بكل تبجح عن حالها ...التفتت على الفور لتتأكد إن كان حقا هو أم هى مجرد أوهام ولكن للأسف هو يقف أمامها بكل وقاحه ويسألها عن حالها وقبل أن تتفوه بأى كلمه تفاجأت بوجود أمجد وتدخله فى الحديث وهو ينظر لهذا البغيض پغضب قائلا
أنت إيه اللى جابك يا ممدوح ولا أنت أما بتصدق يبقى فى مناسبه سعيده عشان تيجى
بوشك العكر ده وتنكد علينا.
تدخلت ريهام قائله وهى تنظر إلى ممدوح
امشى من هنا يا ممدوح وسيبنا فى حالنا بقى... أنت إيه يا أخى مبتزهقش
زفر ممدوح بضيق وقال وهو ينظر لكلا منهما
أنا جاى أعمل الواجب وأبارك لإبن عمى اللى بيتجوز لأنى أنا واحد بيفهم فى الأصول مش زيكم مكلفتوش خاطركم تتصلوا وتعزمونى ودى تبقى على فكره عيبه فى حقكم يا بنت عمى.
صاح به أمجد قائلا بإنفعال
أنت لو ما خرجتش من هنا دلوقتى على رجليك وبمزاجك صدقنى أنا هخرجك على نقاله وفى عربيه الاسعاف.
أنا مش هضيع وقتى معاك أصلا لأنى مش فاضيلك دلوقتى عشان كده أنا همشى بس لما أفضالك أنا هندمك على الكلام اللى أنت بتقوله دلوقتى وأظن أنت بقيت عارفنى كويس وعارف إن أنا لما بقول حاجه بنفذها.
قالها ممدوح وهو يغادر الحفل... وتتبعه نظرات أمجد الغاضبه .
كان كلا منهما ينظر للأخر والصدمه تسيطر عليه ولم ينطق أيا منهما بكلمه ولكن لم يستمر هذا طويلا فقد قطع يامن هذا الصمت قائلا
أنت بتعمل إيه هنا
نظر له ياسر بعدم اكتراث وقال
وأنت مالك أنا بعمل إيه هنا خليك فى نفسك.
كان يامن سيقوم بالرد عليه ولكن قاطعته جمليه التى تدخلت على الفور لمنع حدوث أى مشاجره بينهم
قائله
عشان خاطرى بلاش تتخانقوا لو ليا خاطر عندكم أنتم الأثنين.
أنا مش
بتخانق يا جميله أنا بس بسأله هو بيعمل إيه هنا مش أكتر.
قالها يامن وهو ينظر
لياسر بضيق ... قبل أن يقول ياسر أى شىء فؤجئ بأمجد الذى قال
ياسر ويامن كويس أنكم موجودين هنا أعرفكم ببعض ...ده يا ياسر يبقى يامن