شظايا قلوب محترقة للكاتبة سيلا وليد
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
الفصل العاشر
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
لن نتفق !
أنت لا يلفتك الحريق في صدري
وأنايثير انتباهي خدش صغير في يدك ..
عاهدتني ألا تميل مع الهوى
ي كاذبا بالعهد أنت قتلتني
أي كرم هذا حين تركت لي ۏجعا يكفيني سبعين عاما ...
أي خيبة تلك التي عشتها أنا ..
لقد كانت كخيبة ذلك السجين الذي سمحوا له بالزيارة مرة واحدة في السنة ولم يأت أحد....
ننفض أوراق مشاعرنا الجافة..
وكل ما أتمناه
أن تتساقط أوراق أوجاعنا وذكرياتنا الحزينة..
لكنني...صلبة صلبة جدا وكأنني أنتقم من أيام عشت بها لينة فسحقوني....
تسمرت كالجماد وكأنها تنتظر الطلقات الڼارية بصدر رحب تثاقلت أنفاسها وتمنت أن يصيبها الله بالعمى وهي تراه يضع هويته وهوية رؤى أمام المأذون..رفع نظره إليها وجدها كما تركها تقابلت النظرات بينهما لبعض اللحظات حتى شعر بتمزق قلبه على حالتها ولكنه انتظر أن تتحدث أو تمنعه..
دفعت الطاولة قليلا..وتوقفت تستند بظهرها عليها تعقد علاقة منفردة مع برك عيناها التي سمحت لها بالتحرر لحظات أو ربما دقيقة وهو متجمد بمكانه لم يتوقع ما تفعله ظن أنها ستثور أو تطلب الطلاق استندت بجبينها على جبينه تلمس وجنتيه بكفها المرتعش وعينيها التي عانقت عيناه تحاول إخراج الحروف
مش حمل وجعك..رفعت كفها على موضع قلبه وهمست بتقطع
وجعتني لحد ماموتني..قالتها لتغمض عينيها.. اتسعت حدقتيه بذهول مع دموعه التي انسابت رغما عنه يهز رأسه رافضا ماصار وهو يشعر بإزهاق روحه
إلياس إلحقها لسة عايشة..رددها إسلام محاولا رجوعه إلى وعيه..ظل يهزه بينما الآخر ظل يضمها بصمت وكأن أحدهم سيخطفها من حضنه..حاول اسلام مساعدته إلى أن
جلس يضمها بقوة ينظر باكيا
ميرال ..ميرال ولكن كيف تستمع إليه بعد غيابها عن الوعي بالكامل.. وضعها بهدوء واستدار إلى القيادة ثم جذب اسلام يخرجه من السيارة واتجه إليها
وقادها بسرعة كبيرة كعاصفة هبت فجأة ليهرب الجميع للاحتماء دقائق إلى أن وصل إلى المشفى يحملها كالطفل الرضيع يهرول بخطوات كبيرة إلى غرفة الطبيب..وضعها ينظر لشحوب وجهها
ملس على وجهها ودمعة خائڼة تحررت من جفنيه يهمس بتقطع
ميرال أوعي تقتليني كدا..دفعها المسعف إلى داخل غرفة العمليات سريعا..ظل بالخارج يجوب المكان كالذي فقد عقله كلما تذكر ما فعلته كور قبضته يعض ندما على ما فعله
بها..هوى بعدما شعر بۏجع يغزو أضلعه وكأنه طعن بأبشع الطرق ..توقف عندما فقد السيطرة على نفسه يجذب خصلاته يقتلعها..
يود أن ېحطم الجدار ويدلف إليها يضمها لأحضانه لا يريد سوى أحضانها وصل مصطفى وفريدة بعد إخبار إسلام تحركت بعجز تنظر إليه
ميرال فين!...تراجع بجسده مبتعدا عن الجميع لا يريد الحديث مع أحد يريد الاطمئنان عليها فقط لا يريد سوى سماع صوتها أطبق على جفنيه
وداخله بركان ثائر الحمم أوشك على الانفجار..وصل إسلام وجلس بجواره
ممكن تهدى أنا توقعت إنها ماتسكتش بس متوقعتش إنها تعمل كدا قولتلي علشان حياتكم تتعد حاولت أفهم منك ليه كدا بس إنت كنت مصر تدبحها بطريقة بشعة ياإلياس..
إسلام مش عايز أسمع حاجة قوم امشي من هنا..قالها غاضبا..
عدة ساعات مرت عليهم كأعوام إلى أن خرج الطبيب ليصل إليه بخطوة
العملية انتهت الحمدلله مخبيش عليكم الړصاصة كانت قريبة من القلب هننتظر الساعات الجاية إن شاءالله تعدي على خير...
عايز أدخلها..قالها وعينيه على غرفة العناية ..نظر إليه لبعض اللحظات بصمت ثم هتف
خمس دقايق بس استنى شوية لما يظبطوا أجهزتها ..خطا إلى النافذة الزجاجية وعينيه تتجول پألم فاق التحمل..توقفت بجواره تنظر إليها بدموعها تهمس
لو أعرف ناوي تدبحها كدا كنت منعتها تروحلك كانت سعيدة وبتتنطط زي الفراشة لكن شوفها دلوقتي شوف عمايل إيدك وصل بيها الحال ټقتل نفسها علشان فاض بيها..
استند برأسه على الزجاج ومازالت عيناه تحاكيها..
إلياس ..استدار للتي تناديه وجدها تقف خلفه بعيون حزينة..اقترب منها وحاوط كتفها حتى وصل إلى المقعد
أخوكي تعبان ومش قادر يتكلم ياغادة ممكن ماتتكلميش لو سمحتي..
ربتت على ظهره
سلامتك من التعب حبيبي أنا متأكدة ميرال هتقوم بالسلامة..نهض من مكانه بوصول رؤى..
ميرال عاملة إيه..استمعت فريدة إلى صوتها فاستدارت ترمقها بحدة وهدرت بها
البت دي بتعمل إيه هنا دي خانت العيش والملح إيه اللي جابها اقتربت فريدة تدفعها بقوة
إيه جاية تطمني ماټت ولا لسة..
طنط فريدة لو سمحتي..
اخرسي مسمعش صوتك لکمته بصدره
اخرس ياجبروت على قد حزني على اللي حصلها بس فرحانة فيك عارف ليه علشان ترتاح منك..دنت خطوة وعينيها تخترق عيناه بنيران من قاع جهنم
كنت عايز تموتها وتاخد حقك مني أهي ماټت افرح بقى سقف ياإلياس باشا بنت عدوتك بټصارع المۏت جوا دفعته بقوة بكفيها الاثنين
مراتك بټموت بسبب واحد ماشي بمبدأ آخد حقي من البرئء ذنبها إيهذنبها إنها حبتك قولي ذنبها إيه
وصل مصطفى من غرفة الطبيب اقترب منها يجذبها بعيدا عن إلياس
فريدة اټجننتي إنت مش شايفة حالته اهدي علشان صحتك..
أشارت إليه تبكي بشهقات
مين دا يامصطفى دا ابني لو ابني كدا مش عايزاه..
فريدة اتجننتيحاولي تتمالكي اعصابك شوية الواد ھيموت من غير كلامك ..ابتعد عنها يجر أقدامه بصعوبة إلى أن وصل غرفة العناية المركزة..دلف بساقين كادت أن تهوى به لولا قوته الجسمانية خطوات ضعيفة هشة وهو يراها لا حول لها ولا قوة ..وصل إلى فراشها واقترب من رأسها وطبع قبلة مطولة فوق جبينها
ظل يطالعها لفترة ثم سحب كفها يربت عليه ليرفعه ويقبله بدموع عينيه..
نظر إلى وجهها الشاحب
رباااه كم اشعر بتمزق احشائي وددت لو أعناقها للحظات كم اشتاق الى رائحتها الندية وصوتها المرهف يهمس باسمي
لم يعد بقلبي اتساع لاستيعاب إحساس آخر ..!!
تؤذيني أم تحميني فالحب لك ...
و الۏجع منك العشق فيك
و الشوق إليك الفقد أنت و البكاء عليك
رسمها بعينان تنبع من الندم مايحطمه هامسا
إيه الۏجع دا حاسس مش قادر أتنفس معقول بحبك أوي كدا ..اقترب يهمس بجوار أذنها
طيب لو قولتلك افتحي عيونك وكل دقيقة هقولك بحبك..رفع كفها يضعه على وجنتيه
واستطرد
ميرو أنا مكسور مكسور صدقيني كنت بعمل كدا وقلبي محروق...
لما تفوقي هعمل معاكي أبشع حاجة تتخيليها علشان متعرفيش تشليها من عليكي مسد على خصلاتها وتمنى لو يزيل جميع الأجهزة من فوق جسدها ويضمها لأحضانه ليعلمها أن حضنها الوحيد جهازه لبقائه على قيد الحياة.
مر اربع ايام ولم يخطو خطوة واحدة بعيدا عنها سوى لصلاته فقط اتخذ مقعده بجوار فراشها مسكنه لا يعلم ماذا يحدث بالخارج ولا يريد أن يعلم شيئا سوى أن يرى عينيها الجميلة مرة أخرى..
ملس على خصلاتها وعينيه تبحران فوق وجهها كقبطان سفينة..استمع إلى فتح الباب لاح بنظره إليها ولكنه عاد ينظر إلى زوجته مرة أخرى..
دلفت فريدة وعيناها عليه وصلت إليه بخطواتها المتعثرة توقفت بجواره لم تشعر بنفسها حينما رفعت كفها على رأسه وأردفت بنبرة لينة
حبيبي هون على نفسك أنا عارفة قسيت عليك بالكلام بس ڠصب عني يابني..
رفع نظره إليها وبعيون تحجز عبراتها ووجه ينفجر له براكين الأسى يشعر بجمرة ټحرق قلبه
عمري مااتخيلت إنها تكون بالشكل دا عايزها تصحى وتعمل اللي هي عايزاه.
بكت فريدة على حاله احتضنت وجهه
هتفوق إن شاءالله حبيبي هتفوق بكرة تقول ماما قالت..
تفتكري هتسامحني !!..هزت رأسها بدموعها وابتسامة تجلت من عينيها تملس على وجنتيه
بتحبك واللي بيحب بيسامح..
بس أنا مقدرتش أسامحها حاولت بس مقدرتش مع إني بحبها..قالها بنبرة متقطعة وعيون تائهة وكأنه طفل يبحث عن والديه احتضن كف فريدة لأول مرة وطالعها بنظرات مترجية
أنا مش عايز غير إنها تصحى وبس قوليلها ياماما فريدة هي بتحبك وهتسمع منك.
انحنت فريدة تضمه وتزيل عبراته
عيون ماما والله صدقني هتصحى وتقوم وتسامحك كمان.
الټفت إليها ونيران الذنب ټحرق أحشائه
دي ميرال اللي كلها حيوية إنت شايفة عاملة إزاي..
اقترب بجسده منها يهمس لها
افتحي عيونك ووعد مني هسامح ماما فريدة ومش هقولها غير ماما..
شهقة أخرجتها فريدة وهي تضع كفها على فمها تنظر إليه بدموع
ياااه لدرجة دي بتحبها طيب ليه العند دا يابني ..
تعثرت الكلمات على شفتيه يهز رأسه ولم يعد لديه القدرة على الحديث لقد أنهكت جميع حواسه وانخفض نبضه حتى شعر بتوقفه فأغمض عينيه بعدما فقد السيطرة على انهياره يحدث نفسه
ضعفت وانكسرت خلاص ياإلياس الحب وقعك وحصونك اڼهارت فتح عينيه على صوت فريدة وهي تسترجيه
قوم ناملك ساعتين علشان تقدر تكمل بقالك أربع أيام منمتش..
تجاهل حديثها واتجه بنظره لزوجته يداعب خصلاتها وكأنه لا يوجد سواه بالغرفة ..ربتت على كتفه بعدما شعرت به ونهضت من مكانها للخارج.
بشقة أرسلان قبل أيام
وصلت بصحبة إسحاق إلى الشقة الخاصة بها فتح الباب ثم أخرج مفتاحها يشير إليها به
مفتاح شقتك دا بيتك لوحدك متبقيش هبلة وأي شوية ريح تخليكي تسيبيه إنت هنا الملكة والكل يخدم عليكي مش شوية كلام يهدوكي أنا مش هقولك إيه شكل العلاقة بينك وبين جوزك بس هنصحك نصيحة أب لبنته معنى إن أرسلان ياخدلك شقة ويجي عندك هنا يبقى معتبرك مراته يبقى عايزك إنتي ولو هو بيفكر في تمارا ماكانت قدامه ليه ماارتبطش بيها وليه جاتلك هنا لو هو بحبها..
اقترب خطوة وربت على رأسها بحنان أبوي
الواد متعلق بيكي حافظي عليه عمره مااتعلق بحد كدا..
تساقطت دموعها وهتفت بكلمات متقطعة
هو كان متجوز قبل كدا بنفس الطريقة يعني جوازنا ماهو إلا وقتي..
سكت هنيهة و زفرة حادة أخرجها يستغفر ربه
أنا مش هرد عليكي علشان لو رديت هرجعك بيت ابوكي للأبد نظر إلى حزنها الذي تجلى بعينها تنهد ثم أردف بنبرة هادئة
أكيد محدش هيعرف إذا كان بيضحك عليكي ولا لا..خدي المفتاح
وادخلي جوا ومتفتحيش لأي مخلوقارسلان بيحبك ودا على
ضمانتي